★★ (( حوار الملائكة)) بقلم الشاعر علي محمد صالح المهتار
مَا أُسْرِجَتْ لِسِجَالِها القيفانُ
إلِّا ولِي في نظمِهَا أشْجَانُ
دَهراً لَبِسْتُ الصَّمْتَ ثَوْبَ ثَقَافَةٍ
فكأنَّما غطَّتْنِي الأَكْفَانُ
أخْتَرْتُ من شَرَفِ التَّحَيُّزِ مَذْهَبَاً
ِلَمَّا طَغَتْ بِفُجُورِها الأَركَانُ
فَمَضَيْتُ مُسْتَغْنٍ وَ عِطْرُ كَرَامَتِي
لَا تَرْتَقِي لِشْرَائِهِ الأَثْمَانُ
وَ أَرَى مَلَامَ الصَّمْتِ يَقْذِفُ لَوْمَهُ
نَحْوِيْ ، لِمَا صَمْتِي لِمَا الكِتْمَانُ ؟
اسْتَغْفَرَتْ حُبَّ السَّلَامِ فَطَانَتِي
فَمِنَ السَّلَامِ دَوَامُهَا غُفْرَانُ
ضِقْنَا وَ قَدْ لَبِسَ الْكَآبَةَ مَوْطِنِي
وَ إذا سَكَتْنَا فالسُّكُوتُ مُدانُ
إِغْتَالَتْ الأطمَاعُ ثروةَ شَعبِنَا
وَ تَزَاحَمَتْ فِي عَيْشِهِ الأَغْبَانُ
وَطَنِي تَدَاعَى الْطَّامِعُوْنَ بِحُبِّهِ
وبإسمهِ يتقاتل الشجعانُ
لِحَلاوةِ الأيَّامِ كَانَ مَرابِعاً
خُضْرَاً وَ زَكَّى طِيْبَهُ القرﺀانُ
هتكوا ستائِرَ مَجْدِهِ بِغَبَاوَةٍ
وتحاسَدُوا ، فتَكَالَبَ العُدْوَانُ
وتَبَوَّقتْ حُمْرُ الضَّلالِ حسيكها
وعلى أبيها ثارت الثيرانُ
ألَقَت إلى المجهولِ حُلمَ عُجُولِها
و بعينها لَمْعُ السرابِ جِنانُ
كلٌ يْخوِّنُ مَن يُخالِفُ رأيَهُ
والكلُّ مِنْهُمْ غادِرٌ خوَّانُ
أعذارُهم مخبُوصَةٌ وكأنَّها
تَلْوِيْنَةٌ خَبَّاصُها شيطانُ
بِطِلائِها صار الجميلُ مُشَوَّهاً
وَتنَورَسَتْ في زيفِها الغِربانُ
والجهلُ يرتجِلُ الغباﺀُ خطابَهُ
وعلى الخيانةِ تُقسَمُ الأيمَانُ
و تهندسَتْ للبغبغاﺀِ منابِرٌ
بِسُمُومِهِ يَتَطَبَّبُ الثعبانُ
وَ مَسَابِحُ النُّسَّاكِ حين تَزَيَّفَتْ
شَنَقْوا على أطرافها الإِيمانُ
وقوافلُ الشهداﺀِ تسألُ بعضَها
هل أُزلِفَتْ عَدنٌ أمْ النيرانُ ؟
يستأنفُ الشهداﺀُ بعض جدالهِمْ
لا مالكٌ يُصغِي ولا رِضوانُ
بل يسألان لِما يُرى من مشهدٍ
كيف ٱلتقى الإخوانُ والإخوانُ ؟
أو. لم يدينوا بالحنيف جميعهم ؟
أم جاﺀهم من بعده أديانُ
مَن في سبيل الله قدّمَ روحَهُ
ومَن الذي أودى به الطوفانُ
إنْ قال جاهلُهم حَرَسْتُ مَوَاطِناً
مِن أهلهِا لا تُحرَسُ الأوطانُ
أم أَنَّ في اليمن السعيدِ تحوَّلتْ
وتبدَّلتْ جَوَلاتهُ جُولانُ
كلُّ الضَّحايا مِن سُلالةِ مُسلمٍ
بلْ لم يمتْ صِربٌ ولا امْريكانُ
فَلِمَ اليَمانيونَ يَقتُلُ بَعضُهم
بعضاً ويفنى الأمنُ والإنسانُ ؟
يامالكٌ خُذْ مَن أتاكَ تعصُّبَاً
لضلالةٍ إِقْتَادَهُ البُهْتَانُ
وَ دَعْ الَّذِي نَالَ المَنِيَّةَ آمِناً
فِي دَارهِ إنْ لَمْ يكُن فتّانُ
فيقولُ يارضوانُ لستُ بآخذٍ
أحداً لحَتَّى يَقْضِي الرَّحمَنُ