بيئة الإبداع بقلم الكاتب محمــد عبــد المعــز
بيئةُ العملِ مُـهِمَّــةٌ جداً، بصرف النظر عن الكم والنوع، كي يؤتيَ الْعَمَلُ أُكُـلَه، ويتقدَّمَ الفرد، وينهضَ المجتمع، وتقوى الدولة، ويعودَ الوطن، وتعودَ الأُمةُ خيرَ أُمةٍ أُخرِجت للناس.
................
ولئن كانت بيئةُ العملِ ضروريةً للجميع، فإنها كذلك من بابِ أولى لِـلْــمُبْدِعين، كي تُـثْـمِـرَ أفكاراً خلاقة، وتُسْهِمَ في حلِّ المشكلات، وتؤديَ رسالتَـها في إعادةِ الوعي، وإيقاظِ الْـهِمَم، وإحياءِ الضمائر من سُباتِــها الْعَميق.
................
الأُمةُ بحاجةٍ إلى بيئةٍ تُفْرِزُ إبداعاً إنسانياً، يَسْلُـكُ طريقَ الحق، ويُنيــرُ الدَّرْبَ لسالِكيه، يهدي إلى الصواب، بعد العملِ به، يسعى إلى تأليفِ الْقُلوبِ بِحُب، والتعاونِ بوِد، والاتفاقِ بحِكمة، والاختلافِ برحمة.
................
بيئةُ الإبداعِ مسؤوليةُ الجميع، كُــلٌّ حسب موقعه، لمصلحة الجميع، فمن دونها يهلكُ الحرثُ والنسل، ويُصْبِحُ الناسُ في حيرةٍ من أمرِهم، لا يَعْرِفون معروفاً، ولا يُنكِرون مُنكراً، وكفاناً تجريفاً للأرض، وتحريفاً للكلِمِ عن مواضِعِه.
................
في بيئةِ الإبداعِ يَزْرَعُ الجميعُ ويَحْصُدون، يُربُّون ويُعلِّمون، يَعْــلَمون ويَعْـمَلون، يتعاونون في ما اتفقوا عليه، ويَعْذُرُ بعضُهم بعضاً في ما اختلفوا فيه، يَرْحَمُ الكبيرُ الصغير، ويوقِّرُ الصغيرُ الكبير، وننتقِلُ جميعاً، من بيئةِ الإبداع، إلى إبداعِ البيئة، التي تليقُ بنا.
