سفيان .. لا تلم الحنين بقلم الشاعر سفيان المسيليني
سفيان .. لا تلم الحنين
وأنت تعرف جوهره
وأنا أقدم ، يا نديمي
خبرتي كي أسبره :
أذكرت شلالا
يسوق جنوده للمجزره؟
يهوي إلى الهوات
تسبقه إليها الزمجره
ولمحت مجذافا بقلب الموج
يكتب أسطره؟
وسهرت تستقري
لواحظ أنجم متحيره ؟
داخت من الدوران ..
دارت .. والدروب مدوره
ورأيت عنقودا
يقدم حبه للمعصره ؟
ووعيت كيف البدر غلغل
في السواقي المقمره ؟
وسمعت في الأسحار
طيرا صائحا بصنوبره
وذكرت كيف الزند
ضم فروعه للأسوره
كل النداءات التي ..
ولدى الجميع مسعره
فيها الحراك ، بكل نبض
فيه أنثى مضمره
فإذا اختفى ذاك الصراخ
قل السلام على الكره ...
*****
"لكن" ! وهذي ، طول عمري
في الضلوع مصدره
هذا الهوى .. هذا الأمير
علي من قد أمره ؟
لا حل يرجى
خارج السور الذي قد سوره
هي قصة الفنان
تبقى في رؤاه مسمره
هي فكرة في القيد
يجهد كي تصير محرره
فإذا بناها تحفة
برؤى الجمال محبره
فهناك يحيا يعبد الشكل
الذي هو صوره
والشاعر المأمور يعرف
من عليه مؤمره !..
*****
نحتوا له التمثال ؟!
أضحك ما تكون المسخره
نحتت يداه لهم
تماثيل الهوى والمقدره
ويشيد ، لا شلت يد
لهم السنا مستعمره
وتراه مثل الذنب
مشتاقا حنان المغفره
وتراه رغم مرارة
بفم المرارة سكره
ويظل مثل الطود
تغزوه الرياح مثرثره
ولقد يغور النهر أحيانا
ليملأ عنبره
ولكم تنقره الطيور
ويشتهي أن تنقره
ولقد يمر النهر
في صحراء حقد منكره
فيغير الصحراء ..
لكن ، لا يبدل جوهره
كالنجم يأكله الدوار
ولا يبدل محوره


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق