سوادٌ تَغشّى بقلم الشاعر حسن علي محمود الكوفحي
سَوادٌ تَغَشّى حَياةَ الْبَشَر
وَأشْواقُنا قَدْ هَوتْ في سَقَر
ــــــــــــ
وَمَوْتٌ تَغَدّى بِنا وانْتَشَر
لِذُلٍّ عَميقٍ جَرى واسْتَقَر
ــــــــــــ
وَبَيْتِي صَغيرٌ وَمِثْلُ الْقَمَر
وَيَزْدانُ بالْحُبِّ ذَوْبُ الزَّهَر
ــــــــــــ
وَحَقْلي جَميلٌ يَسُرُّ النَّظَر
مَليءٌ بِخَيْرٍ بِكُلِّ الثَّمَر
ــــــــــــ
على مِثْلِ هذا حَياةٌ جَرَتْ
وَعَيْشٌ بَسيطٌ وَلا من حَذَر
ــــــــــــ
إلى أنْ أتانا يَهودُ الدُّوَل
وَعاثوا فَساداً وَقَلْبي انْفَطَر
ــــــــــــ
وَصِرْنا كَرُمَّانَةٍ حَبُها
قَتيلاً شَريداً وَملَّ السَّفَر
ــــــــــــ
بِلادي ثَوى عُمْرُنا وانْقَهَر
وَقَلْبي ضَعيفٌ وَصَبْر انْدَثَر
ــــــــــــ
وَدَبَّ بِقَوْمي قُنوطُ الْأمَل
وَباعَ دِمائي خَؤونٌ أشِر
ــــــــــــ
وَأشْواقُنا لِرُؤوسٍ هَبَل
وَتَبَّاً لِمَنْ لِلدِّما قَدْ غَدَر
ـــــــــــ
بِلادي مَتى عَوْدَةٌ كالْمَطَر
فَلا بُدَّ مِنْ عَودَةٍ كالْقَدَر
ـــــــــــ
وَأبْني بِلادي بِجُهْدي الْبَطَل
وَألْقي بِأعْدائنا بالبَحَر
ـــــــــــ
وَتَزْهو حَياةٌ كَعُرْسٍ صَهَل
وَنُحيي لَيالٍ وَيَحْلو السَّهَر
ــــــــــ
فَلَسْطينُ لا تَحْزَني وانْظُري
شَباباً عَظيماً كَبَحْرٍ هَدَر
ـــــــــــ
تَراهُمْ لُيوثاً وَحينَ الْوَغَى
تَرى الْمَوْتَ مِنْهُمْ شَكا وانْذَعَر
ـــــــــــ
وَلا بُدَّ يَوْماً سَيَأتي أكيدٌ
وَيُخْزى يَهودٌ وَيَحْكي الْحَجَر
ــــــــــــ
وَنَحْيا بإسْلامِنا سادَةً
وَيُحْيي هُدانا جَميعَ الْبَشَر


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق