Powered By Blogger

الثلاثاء، 27 يونيو 2017

......سعاد.....بقلم الشاعر وليد الجبوري




......سعاد.....بقلم الشاعر وليد الجبوري


مالي أرى القلب يخفقُ كلما 

يغرّدُ طيرٌ ويشدوُ بأعذبِ الالحانِ 
وما طاب لي طعامً استلذ بهِ
وكأنَّ الشهدَ المصفَّى حنظلٌ في لساني
ولا عدتُ أرغبُ في لهوٍ وفي لعبٍ
كما كنتُ سابقاً عليهِ احسدُو الصبيانِ
وما رق لي جفنٌ وما طاب لي نومٌ
كذب الذي قال إن النوم سلطانِ
أي الأماكنِ أذهبُ لا أرى جمالِها
لا الدوحةِ الخضراء تعجبنُي ولا الجنانِ 
وماعاد يرويني السلسبيل حين اشربهُ
يروي الأنام برشفةٍ ويترُكني ضمآنِ
ولا عدتُ افرح بالتقدم والنجاح 
ولا يفرحُني السفرُ بعيداً عن الاوطانِ
فياربِ ما هذا الذي انا فيهِ
اسهرني الليل وهد جسمي واعياني 
فرحتُ طبيب العشق أداوي ما أصابني
لعلهُ يطفي في الاحشاءِ نيراني 
فحدثتهُ عن رقة (سُعاد) وحسنها
قال اهدأ تريث يوجد لها ثانِ 
قلتُ لا وكلا واطلاقاً وأبداً
واتحدى من يقول إن لها ثاني
قال أطويلةٌ هيه كي تغُرم بها
قلتُ النجوم من طولها تُعاني
قال أ رشيقةٌ وابهرتك بِقوامِها 
قلتُ يغارُ من مشيتها الطاووس والغزلانِ ِ 
قال أخدودها بيضاء كأنها حلبيةٌ 
قلتُ نعم وأجملُ من نجم الثريا والميزانِ 
قال اكلامُها رقيقٌ حين تسمعُها
قلتُ يعجزُ عن وصف رقتهِ لساني
قال ألم ترَ نساءً من قبلها
قلتُ رأيتُ ألفا وصاحبتُ ألفا ومئتانِ
وإذا ما نظرتُ إلى النساءِ كأنني
أرى بعض أصحابي وإخواني 
وحين نظرتُ إلى اصبعٍ في يدها
رايتهُ يساوي سبعين ألفا من النسوانِ
لها حاجبٌ كالسيف في إنحنائهِ
إذا رفعتهُ قطعت بهِ اوردتي وشرياني
لها نظرةٌ إذا ما نظرت إليّ بها
سقطتُ صريعاً في الفراشِ اعُاني
لها مبسماً اللؤلؤ مصطفاً بداخلهي
إذا ضحكت يغارُ منهُ الجان والإنسانِ
لها يدٌ إذا ما وضعتها في يدي 
كالطفلِ مسروراً في حضنِ أمهِ تراني
لها مسيراً منتظماً حين تمشي 
تراقص الأوراقُ في الأشجارِ والاغصانِ
لها خدودٌ حمراءٌ حين تضحك
كأنها دمُ شريانٍ أحمرٍ قاني
اغارُ عليها من الوردِ حين تقطفهُ
من بين الحشائش والأشجار في البستانِ
اغارُ عليها إذا حدثتها امرأةٌ
فكيف بي إذا حدثها انسانِ
اغارُ عليها من جميعِ خلق الله 
إلا أنا ومن نفسي اغارُ عليها احيانِ
وجودها معي وإلى جانبي اسرني 
وإزال همي وغمي وغربتي واحزاني 
قال الطبيب (انت في سبيلِ الله ما صنع الهوا 
بُليتَ بداءٍ ليس يشفيهِ الدوا) 
حديثُك عن (سُعاد) يافتى ابكاني
دواؤك ليس عندي أذهب إلى 
(سُعاد) وحدثها عمّا تعاني
أنا ياسعادُ في حبِّكِ متيمٌ عاشقٌ
وعنكِ لا أرضى بديلا سوى الأكفانِ 
سادعو الله لي في غسق الدُجى
فعسى أن تكوني من نصيبي عساني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق