هوس فتاتي بقلم الشاعر سفيان السبوعي
فتاتي الشقية ...زهرة برية آرتوت بماء الحياة حتى ثملت....و أضحت تطلب المزيد من الأقداح....تركت وراءها ضوء القمر...يتجلى من وراء ظفيرتيها...يعكس بؤبؤ العينين الكسيرتين...لم يطفأ ظمأها نبيذ الحياة...بل أحاطت بها غيوم الغياب...لتمطرها بماء زلال ...علها تسترد عافيتها...المراثي...و المدائح الأشعار..موائد ترتد بين كفيها...لتلتهم من أي صنف شاءت....نهم الشعور....و تغلغل ذات أغرقتها تصاريف الحياة....
هي تشهد مراسم موكب مهيب في أقاصي السماء كل مساء...تلطم أوراق الخريف...بأناملها ...تبحث عن كيميائية الزمن ومفعوله السحري في تلك الأوراق....يرتد الى مسامعها صوت المسافات و بعض الأماني البعيدة....الحواس تمتزج...تخرج عن وظائفها الإدراكية....فتغرق فتاتي في اللامعنى...في اللامتصور...في اللانهائية....هي عابرة سبيل فقط...هي تريد العبور و لا شيء غير العبور...تغازل الشمس...تستجدي القمر...و تمدح العواصف...لكن تحصي خيبات الماضي البعيد...و في آخر العشي تجمع محصول يوم طويل...أبجديات عشق...تراتيل وله...تبعثر الحواس....مغاهيم قاموسية....بعض الصور المشتهاة لتلك المرايا ...تكابر طورا...تزبد أحيانا...تختبأ بين ثنايا الذاكرة....تتجلى في ألق القصيدة....فتؤدي القوافي مراسم التقدير و الولاء....
فتاتي هي شدو الكلام...خيال مسافر قد غرق في بحور الإلهام....و حيرة مستكشف قد علق في فخاخ الإبهام.....
أصبح العالم...أراجيح...و همزات وصل....تنشأ من خلالها فتاتي المعنى...طقوسها غرائبية...و سحرها مختلف...تنبثق من فيح الشهوة..و تزرع الدروب...بأزاهير المعنى...تسكب لي نبيذ الحب و الغرام... و عندما انتهي من احتسائه...تباغتني دوامة الأسئلة الموجهة إلي كإعصار....فما زال من الحوار الكثير...و أحكام الحياة متقلبة كزبد البحار...
فأتلعثم...و يطبق فوق صدري سكون رهيب....بعد أن نطقت فتاتي بجل الأحكام....


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق