#أمك_ثم_أمك بقلم الشاعر #م_ص_بوزياني
في مملكة الأماكن
مكنتها أن تكمن
مكان الممكنات..
مكان العبرات التي تجري
تحت رماد الجفون الساريات...
ألبستها تنورة القوافي المخضبة
ببرزخ الكلمات...
مزجتها و كيف لا أمزجها؟؟؟
و المزاج يعاتبني!!!!
كيف لا ؟؟؟
تمزج من مزجتك
نبيذا معتقا و كسرت سكرها
في كؤوسك الفارغات...
كيف لا؟؟؟؟؟
و هي التي شربتك عمراً حزينا
و جرفتك من نقيع الخطايا
جرف السيول الثائرات...
رشقتك و ليلها الفتاق قنديلا
ينير طريق العابرين في ثنايا السقم
و الليالي الباكيات...
كيف لا؟؟؟؟
و هي التي حملتك حلماً وليدا
يترنم... تسع شهور كاملات...
و كفنتك في محراب قداستها
همسا رقيقا يلامس
أشواقها الخاشعات...
كيف لا؟؟؟
و هي التي سخرت كواكبها
ترافقك دروبا طوال.
و علمتك ما لم تعلمه لك
الجامعات...
كيف لا؟؟؟
و هي التي رسمت تماثيل المدى
على أوراقك التائهات...
و مكنتك مكان القرور المرصع
كالطيف ترنو
تحت أقدامها الممشوقات...
كيف لا؟؟؟
وهي التي أضربت عن العشق
و أعلنت نبضها الفتان بارضا
يداعب حروفك الراقصات...
جففت مناديل الأسى من مآقيها
و سقتك عطراً
من رذاذ الأمسيات...
من رذاذ الأمسيات...
في مملكة الأماكن
مكنتها أن تكمن
مكان الممكنات...


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق