بَــيْــنَ الْـمُــريب والْــمُـريع بقلم الكاتب محمــد عبــد المعــز
مُعظم مَـنْ يتصدَّرون الْـمَشْهَـدَ الحالي، من الْـمُحاوِرين والْـمُحاوَرين، يُعانون انفِصالاً مُريباً، بينهم وبين الناس، وانفِصاماً مُريعاً، بينهم وبين أنفسِهم، وتلك هي الحلقةُ المفقودة، أو بالأحرى، الحلقات، التي تجعلُ الدائرةَ تضيقُ على الجميع، وربما بهم ومنهم، للأسفِ الشديد...!
................
أما الانفِصالُ الْـمُريب، بين هؤلاءِ وهؤلاء، فنراه بالصوتِ والصورة، ومسموعاً ومقروءاً، حيث يتكلَّمُ الْـمُحاوِرون والْـمُحاوَرون عن الفقر مثلاً، فيتهمون الفُقراء، ويكتبون عن الجهلِ فيُجهِّلون الناس، ويتكلَّمون ويكتبون عن ارتفاع سعر الأدوية، فيقضون على البقيةِ الباقيةِ من الأمل، لدى مَنْ تقطَّعت بهم السُّبُـل...!
................
وانفِصامُ هؤلاء الْـمُـريع، بينهم وبين أنفسِهم، يبدو جلياً، في التناقُضِ الفج، بين القولِ والفعل، وبين ما يدعون إليه وما يفعلونه، وشتان الفارِق بين ما يطلبونه ويُطالِبون الناسَ به، وبين نهمِ هؤلاءِ للمال، وحَثِّ الناسِ على الزُّهد، أما بذخُهم فيجعلُ دعوتَـهم إلى التقشُّف، من الْـمُضْـحِكاتِ الْـمُـبْـكيات، واتهامُهم للمظلوم، يؤكِّدُ أن مُساندَتَهم للظالِم، كمن يصرخ: "ضربني بوجهه على يدي"...!


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق