(( سيدة الحَكَايا )) بقلم الشاعر عصام مدين
كلمات تحرق صوت الصمت
وهل للصمت داخلنا بشائر صوت ؟؟
الفجر الساطع فوق تلال الغربة يكسو
كل جلود البشر اللاهث نحو الموت
أن العمر حجاب بالي لا يسترنا
ضوء أصفر دفء أشقر وجع مُنذر
ليل أعرج يفنَي عند بزوغ الشمس
يا مَن علي جسر المحبة تعبثين وترقصين
و أن الشمس راحلة بلا استئذان
وأن عيونك الثكلي تري الأحزان
أسطورة أنتِ في تاريخ الوجد والألم الأليم
رقصة الموت المخيف في غابات السنديان
والدمع من عينيكِ تلثمه النيران
أضواء أعمدة الشوارع لا تُضئ !!
تقتاين أوراق زهر بطعم المر في ليل بـهيم
أصوات ساعات المدينة لا تجيء !!
فلربما قتلوه غدراً في هدوء ..
والناس مخمورون منتحرون في نوم بذئ
وحبيبكِ المجنون في سفرٍ قميء
وهو هنالك لا يجيء لا يجيء
سنوات عمركِ في انتظار ...
نـهداكِ يصطرعانِ الوجد والشجو الحزين
واغتالوا أحلامكِ المسجاة في قلب وضيء
أو ربما سجنوه أو ألقوه في بئرٍ كيوسف
دمعكِ المسكوب فوق أرصفة الشوارع
أو ربما سحقوه في طرق المتاهة عابثين
لا يذوب ولا يلين ...
وحبيبكِ الغائب في دنيا الضياع لا يبين
ويداكِ ترتقبان العودة الكبرى والسلام
لتصافحيه وحرارة الشوق كالجمر السخين
كل يوم تبحثين وتشتكين وتصرخين
مجبورة أنتِ علي الوقوف ساعات طويلة
وبسمتان رقيقتان علي ثغرين في وضع اقتراب
كم سألتِ الناس عنه في بكاء وانتحاب
والحكايات القديمة بينكم حينما كنتِ شباب
واللقاءات التي ذابت هنالك في غياب
سيُزيفُ التاريخ أشجانكِ كي يعيش
وتراتيل القلوب الأسيرة وسط أحلامٍ عِذاب
سيدتي سيدة الحكايا كفكفي الدمع وقومي
إن عادَ عُدتِ .. إن ماتَ متِ ..
فلعودة الغائب من مدن التلاشي كتاب
قديسة أنتِ في محراب الدموع
ولدمعة المشتاق في تيه الغواية ألف سطر
حرف تثني في شجون كالمطر
وتموتين كالجيفة الخرساء في موت أشر
تاريخ المخلصين في غروب مستمر
وأنتِ أنتِ لا حزنكِ يلبس ثوب ابتسامات بثغر
ولا قلبك المشنوق تأتيه السعادة
الحزن عندكِ كالعبادة !!!
وتأخذيه بلهفه وتـهدهديه علي عَجل
وحبيبكِ التائه في ستر البلادة
لا يعود .. فحبيبك لا ينوي الرجوع
أمل الحياة علي المحك تمهلي
فلمَ الحزن والحزن انتحار ؟؟
فلا حياة تستقيم بلا أمل
نـهداكِ يلتقطاه فيشفياه بلا خجل
قد يرجع المحبوب من دنيا الضياع
فتُقبليه بوجنتيه ألاف القُبل
فلربما صوت ضعيف في شفاهكِ يستبين
يلتفُ بينهما كطفلٍ يستغيث
ويداكِ تنتزعاه من رمق المُقَل
فستـهربان وتلهوان وتضحكان
إن كنتِ يا سيدة الحكايا تألمين
و تتركان أفات البشر
وتنزفين وتصرخين وتشتمين
قومي وهُبي وانشري أمل ينادي الغائبين
ولحرقة بالقلب بتِ تذعنين
بعد حين ثم حين ثم حين ثم حين
وتصبح الأحلام حقا للعيان بعدما طال الحنين
وحكاياتك الخرساء نتلوها مرارا


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق