Powered By Blogger

الأحد، 28 مايو 2017

" الكتابة نحت في الروح "بقلم الكاتب "ماجد كاظم علي "


" الكتابة نحت في الروح "بقلم الكاتب "ماجد كاظم علي "



 "ماجد كاظم علي " ابن أسرة متوسطة الحال متدفقة بالإبداع ، سكنت الناصرية وعاشت قرب الحضارة السومرية وعذوبة الفرات ،حاضنة للثقافة والمعرفة ،"الناصرية "مكانٌ متخم ب( الأعراق والأديان)،كبر الفتى وأصبح عاشقا للطين والقراءة ، القراءة محطته الأولى ،حيث كانت طريق اكتشافه للأدب والأدباء ،زاده اليومي وهاجسه الذي لايغادره في كل لحظة، فلم ينس أنه إنسان يعيش بلا أسوار، سائراً في شوارع المدينة هائما بحبها وحب ناسها ، الناصرية التي لم يعرف سواها، ظل محافظا في أسلوبه مما دعاه إلى العمل السياسي فتعرض الى السجن وهو لازال يافعا فعرف طعم الحرية صغيراً.. عاشت الناصرية في ذاكرته كمملكة جديرة بالصمت والحراك معا ،ايام الدكتاتورية ضربت عليها الأسوار من كل مكان، فانعزلت في حارات، والحارات في بيوت، والبيوت في غرف، وكان بيت (أبو خلدون" حينها ملاذاً للداخلين إلى المعتقل والخارجين منه.. شغف الكتابة : يعد الكاتب الأستاذ "ماجد كاظم علي " كاتبا إشكالياً بامتياز، حين اختطَّ مساراً يخصه في الكتابة، تقبله البعض فتابع مسيرته الابداعيه باهتمام ، وخالفه الآخر فقاطع مسيرة انجازه . ولم يكن هذا التلقي المُشكِل منفصلاً عن نسق الكتابة التجريبية التي يتبناها كاتبنا ، والتي دفعت به بعد حين إلى أن يصبح من رموز المدينة الثقافية من خلال تنوع كتاباته والمشاركة في مهرجاناتها الأدبية ،إن كانت في (التشكيل أو النقد أو المسرح أو السرد والشعر أو الفلكلور الذي أحبه بشغف فأصبح وفيا له ) ،هذا الكاتب الشامل سعى الى تكريس منجره الإبداعي تعبيراً عن ذائقة جديدة عاصرت حركة التحرر الثقافية في ذلك الوقت ، فقد اتسمت هذه الفترة في جوهرها العميق بالحس المغامر والرغبة العارمة في مجاوزة أنساق الكتابة بكل تجلياتها السياسية والاجتماعية والثقافية ، والتي دشَّنها بعدد غير قليل من مؤلفاته والتي جاوزت (150كتاب مطبوع) وكذلك عدد غير قليل من المقالات تناولت الكثير من الإسهامات في الأدب والسياسة وعلوم أخرى . هكذا أصبح الكاتب"أبا خلدون" عَلماً في عالم الكتابة والتأليف ،وهذا الجهد الثر جعلنا أمام حالة إبداعية تتجاوز الأطر التقليدية والمسارات المألوفة داخل متون الكتابة . أقول إن هذا الكاتب المتحفز دائما للعمل الإبداعي ولا حدود لطموحه، وما من شيء يمكن أن يعرقل تحقيق أحلامه في ظلّ الإصرار الذي يتمتع به ظل وفيا رغم كل ظروف التعرقل ان كانت مادية اوسياسية أو الاقصائية . (النبع) مشروع ودلالة: "البداية": كان المشروع عبارة عن مبادرة تهدف إلى تعريف القراء بمنجز المدينة وكتابها ،والاهتمام بذائقة القراءة والمهتمين بزيادة معرفتهم وثقافتهم. وبعد.. "ماجد كاظم علي " المثابر بمنجزه الدوري (النبع) قدم مطبوعا قيما يتسم ب( ألأدبية والفنية في مسيرة المشهد الكتابي العراقي)ربما عجزت عنه مؤسساتنا الثقافية من نشر إبداعات الأدباء المهمشين ،جاءت هذه الإشارة ليس بوصفه حاملاً مشروعاً إبداعياً فحسب، ولكن بوصفه نموذجاً للمثقف القادر على إنجاز مشروعه بلا صخب، فيحيا بأنفاس الكتابة، تاركاً إرثاً ممتداً للأجيال ، وتلامذة نوعيين في مسار الكتابة الراهنة. فكانت رحلته مع النبع ارتحالاً في التاريخ المستكشف تفاصيل الإبداع بلغة تنحاز إلى المحكي من المبدعين وتدوين حقبهم وعصرهم ووقائعهم..وهذه النصوص المصحوبة بوعي السؤال المصير الإشكالي ، أو ما يمكن أن يسمى «ثورة الأسئلة ». هذه «التجليّات» التي بدت مغامرة وضرباً في فضاءات مبدعة وعبر لغة رهيفة تضع قدماً في التراث وأخرى في الواقع المعاصر، فهي تتسم بالتنوع ..إضافة الى منجزات من السرد والشعر والتي ساهمت في تعميق الرؤية .. النبع وكأنها «دفاتر تدوين إبداعية » هي مشروع سردي وقصائد شعرية ونصوص مسرحية ،تسعى صوب استجلاء الجميل عبر أدوات الحدس والتأمل ،حتى بدت النبع نموذجاً دالاً على ما يعرف بـ «أدب أدباء المدينة »..إن هذا المشروع الإبداعي يكشف وبجلاء عن جهد فردي، ومشروعاً دشّنه باقتدار الكاتب في رصيد مسيرته الإبداعية .. وأخيرا القول إن هذا الجهد يستحق منا وقفة من زملاء الكاتب لإكمال المسيرة والتدوين لأجل المدينة وتاريخها الإبداعي ، المدينة الثكلى والتي أكل الموت سريعا أبناءها واحدا تلو الآخر وحان تدوين إبداعهم بإخلاص . هذا الإخلاص والتفاني من قبل الكاتب أبو خلدون المحمل بوعي نقدي عميق، وكخلاصة لطبيعة روحه الوديعة. يستحق منا،وقفة جادة وتذكّر واحتفال بمسيرته المفعمة بالإبداع والتواصل ،والتي حلقت في عالم الثقافة والأدب وأخذت طريقها نحو الدراسة والاهتمام .
 إنهاء الدردشة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق