Powered By Blogger

الثلاثاء، 30 مايو 2017

-- سَلْ النَّواعِيرَ -- بقلم الشاعر د. ابراهيم الفايز الشعيبي

-- سَلْ النَّواعِيرَ -- بقلم الشاعر د. ابراهيم الفايز الشعيبي


سَلْ النَّواعِيرَ مَنْ أَدْمى سَواريها 
فَباتَ حَتَّى حَراكُ الماءِ  يُبْكيها

وَباتَتْ الأَذْرُعُ السَّمْراءُ تُلْهِمُها 
لَحْنَاً يَزِيدُ صُرَاخَاً  في حَوَانِيها

فَمَا لَهَا يا تُرَى حَتَّى مَسانِدُها 
تَئِنُّ وَهيَ صُخورٌ ماتَ ما  فيها

هَلْ إِنَّ كَرَّ البَلَى قَدْ حَالَهَا أَلَمَاً 
فَصَارَ طَبْعَاً لَهَا أَمْ صَارَ  حَادِيها

أَمْ إِنَّها فَقَدَتْ مِثْلِي نَوارِسَها 
وَأَصْبَحَتْ وَحْشَةُ الدُّنْيا  تُماسِيها

أَمْ إِنَّها فَقَدَتْ مَنْ صَانَها أَلَقَاً 
 تَرْوِي العَطاشى فُراتَاً مِنْ سَواقيها

يا لَيْتَ شِعْرِي بِمَا يَجْرِي فَأَكْتُمُهُ 
أَمْ إَنَّ عُمْراً مَضى أَدْمَى  مَآقِيها

فَصارَ يَبْكي لَهَا مَنْ سامَهُ أَرَقٌ 
أَوْ شَفَّهُ الوَجْدُ كَالثَّكْلى  لِوالِيها

هذي النَّواعِيرُ كالأَنْبارِ مِحْنَتُها 
تُطاوِلُ المَوْتَ والدُّنْيا  تُلاويَها

بَلْ إِنَّها أَخَذَتْ مِن حُزنِها وَطَراً 
دَعْ عَنْكَ ما سِرُّها وَاتْرُكْ  دَواعِيها

وَابْكِ على وَطَنٍ ضَاعَتْ مَعالِمُهُ 
وَشَعْبُهُ باتَ كَالأَعْمَى  يُحابِيها



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق