Powered By Blogger

الخميس، 1 يونيو 2017

(رجل النار) بقلم الكاتب جبار الكريم الشمري

(رجل النار) بقلم الكاتب جبار الكريم الشمري




المسافة بين سكة القطار المحاذية للشارع العام وأقرب ضاحية بعيدة جدا فهي تتراءى أطياف لحدقتي العين لكن لا ضير وما من مناص إلا الجري على هذه الأرض المبللة وفي هذا الجو الكئيب واليوم النحس على (أبو الهنا)☆ الخطوات الثابتة والتنقلات المنتظمة رغم ثقل القدمين وعبء ما حملتهما من كميات الطين الغضة كأنهما القلعة والوزير لرقعتي الشطرنج حال دخولهما ساحة الخصم تبقى متيقض على أن لا تخسر أحدهما مهما كلفك الأمر حتى وأن استدعى خسارة جيشك الشطرنجي كله 
 الضباب المخيف والغبار الكثيف النازلين كأنهما عمود الكهرباء المنبعث من ارتطام حبات المطر بتلك الجيح ☆ الخجولة هنا وهناك على امتداد هذه الرحبة ☆الحزينة يرويان لناظرهما قصة ألم العراق ابان فترة سقوط بغداد ربما السماء تحكي قصة في هذه الأيام النيسانية قل من يفهمها لا سيما والعباد شغلتهم مطامع الدنيا عن البوح فيما يعتريهم من هموم وما ينتابهم من أفكار وما سيؤول إليه حال بلدهم المرير 
لكنه سيصل طالما الطموح موجود والأمل وليد اللحظة 
 تتسارع الخطوات بصراع الأحداث فالذي نشأ مزارعا يتلذذ بارزاق السماء حتى وأن صادفته خسارة في يومه فماكان مقررا أن يبلغه بساعتين قضاه بساعة واحدة فن الجري كأفن الهروب من واقع مزري نحو إشراقة من بصيص أمل جديد 
 كثيرا ما ينتابك ذاك الشعور وأنت محمل بأعباء الحياة ومثخن بجراح الاكتئاب وقد تسأل نفسك بين الصحوة والغفلة وأنت واقف صامت لبرهة أسئلة كثيرة وقد لا تجد لها أجوبة وربما تجد جواب لبعضها لكنه ليس بشافي ولا منطقي يتلائم مع متطلبات ظرفك وهذا بدوره يؤدي لاصدامك بواقع مر 
أنتهى ذلك الصراع مع الأرض المطينة☆ ببلوغ الشارع المؤدي إلي الهدف المنشود
 بدأ الصباح يبتسم وجهه والظلام يذهب ادراجه ☆ في ذلك الشارع الأخرس والخالي من أي متنفس سوى بعض زقزقة العصافير هنا وهناك على تلك الشجيرات الثكلى دون أي إهتمام من أصحاب البويتات لها حيث الأغصان كانها لحايا المؤمنين متشابكة دون تحديد ولا غرض مفيد لم يلفت إنتباه بطلنا إلا ذلك الدكان القديم في الركن اليتيم المطل على الساحة العريضة كأنها ساحة عرضات المقاتلين لا تحترم☆ إلا صباحا بعدها يصيبها ألم الوداع وفعلا تقدم من الرازونة☆ الصغيرة التي يعلوها ذلك المصباح المتوهج منذ الليل كأنه الغراب العطشان لم يجد ضالته بعد يتباها المصباح بلونه القرمزي☆ منفردا عن المصابيح الفرعية التركوازية☆ ألقى التحية على الشخص المتثائب داخلا فالوقت لا زال مبكرا إلا أنه سمع دمدمة ☆ذلك الفتى وكأنه يرد بكلمة هلا أو قريبة عليها سأل هل أن كان يوجد سكائر نوع سومر .
☆أبو الهنا ؛-بطل الرواية 
☆الجيح ؛- مساحة مائية صغيرة تنتج من تجمع المياه بعيد هطول المطر
الرحبة ؛-الواسعة
☆الأرض المطينة؛ -أرض لكثرة تجمع المياه عليها قد تغور القدمين حال ملامستها لها
يذهب إدراجه ؛-يعود من حيث أتى إشارة للتلاشي
☆تحترم ؛-مبني للمجهول
 ☆الرازونة؛-فتحة صغيرة تمكنك من رؤية ما يحتويه المحل من أشياء وكذلك تسمح لأشعة الشمس بالنفاذ في بعض الدور القديمة 
☆القرمزي؛- الأحمر الشديد 
☆التركوازي ؛- مائل إلى الزرقة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق