شعوب البطن يحكمها الطّعام بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي
أراد الحاكمون لنا انحلالا***لنبقى في الفـــــــساد لهم مجالا
فصاغوا مهرجانا للأغاني***كأنّ الفــــــسق قد أمسى حلالا
ونادوا في المنابر بانفتاح***به الإعـــــــلام ضــــلّلنا احتيالا
وفي وسط الرّباط أقيم عرس***به الشّبّان قد عشقوا الضّلالا
فهل حكّام أمّتنا استقالوا؟***أم الأوهام أفــــسدت الخصالا؟
////
أنا ما قلت قولا مسترابا***ولا خنـــــــت اليراع ولا الكتابا
أقاوم ما استطعت الظّــــــلم نظما***وبالألفاظ أنتزع النّقابا
ولي في أحرفي أمل كبير***لأنّ سطورها تحــوي الجوابا
تلاوتها بها التّرتيل يرقى***فينــــــجب في تفكّرنا الصّوابا
وإن يك غالها نهج عـــقيم***فإنّ بيانها اختــــرق السّـحابا
////
أحقّ أنّ نكستنا تزيد؟***فبيّن أيّها النّاعي المـــــــــــــشيد
ومن يحمي حمى التّعليم أم من***يجـدّد بالثّــقافة ما نريد؟
أصيب الفقـــه بالضّوضاء لمّا***تغلغل في تفــكّرنا الوعيد
يقال لنا غدا سنرى جديدا***فتأتي نحــــــو قريــتنا الوفود
وبعد غد يفاجئنا انحراف***بمال الشّـــعب تنهــــبه القرود
////
غرستك في فؤادي يا بلادي***وحبّك قد تجسّد في انتقادي
أردتك أن تكوني مثل أمّي***أبادلك المـــــــــحبّة بالوداد
وأكره أن أراك بلا مصير***ولا أمل يقــــود إلى الرّشاد
ولو طلبوا الفداء أتيت طوعا***وقلت لك افتديتك يا بلادي
فأنت حبيبتي ومنى حــياتي***وأنت الأمّ في عقد ازديادي
////
شعوب البطن يحكمها الطّعام***بشرعنة يقنّـــــنها النّظام
وما الحكّام إلاّ صنع شعب**ولولا الجوع ما انبطح الأنام
ولست بتارك قلمي وحبري***إلى أن يستجيب لنا السّلام
خذوا العهد الأكيد طوال عمري***بأنّي لن يخوّفني اللّئام
سأبقى رافعا علم التّحدّي***وصـــــحوة من تعـهّد لا تنام
////
بكت ليلى وحقّ لها البكاء**وفي فصل الرّبيع أتّى الشّـتاء
أتصحو يا أخيّ معي إذا ما***نفوس النّاس جمّدها الغباء؟
فما نخشاه هاجمنا بعنف***وليس لدمع ذي حـــــسب شفاء
تصدّعت القرابة في بلادي***وهبّ البغــض فانتشر الوباء
وزغردت الرّذيلة ثمّ صاحت***ألا ناموا فصــحوتكم هراء
////
نروّض بالهراوة كالبغال***سواء في الجــنوب أو الشّمال
كأنّ القمع للجوعى دواء***يعالج من تمـــــــرّد بالنّـــكال
وقد وصفوا لمغربنا دواء***سيصــــلح للنــــسّاء وللرّجال
لنصبح في مواطننا رقيقا***نطيع الأمر في لحـــس النّعال
ومن طلب التّحرّر ذاق بطشا***وعلّق في المخافر بالحبال
////
تجمّع حول عورتنا الذّباب***وفي أوساطنا كـــثر الكلاب
نعلّم نسلنا شططا وزورا***وذلك في الحيــاة هو الخراب
ونزعم أنّنا للخير نسعى***كأنّ النّاس للــعدوى استجابوا
وما التّحرير للإنسان سهل***ولا الأوهام يقبلـها الصّواب
ومن شاءت إرادته التّحدّي***ستحنو عبر قدرته الصّعاب


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق