بدر المعرفة بقلم الشاعر مصطفى محمد كردي
بدري تجلّى وعنّي زالتِ المِحَنُ
والعيدُ هَلَّ وفي إهلالهِ المِنَنُ
والحُبُّ صَحَّ فوجهُ الحِبِّ في ألقٍ
والكونُ رَقَّ فعيشي كله سَكَنُ
هذا الهناءُ فنَسمُ الوِدِّ ليس لهُ
عنّي غيابٌ وإني في الهوى فَنَنُ
الليلُ صُبحٌ ففيهِ البدرُ في سَفَرٍ
والشّمسُ قلبي فقلبي للمُنى الوطنُ
أهديتُ روحي فقالَ الرّوحُ لي فمتى
تُهدي الفؤادَ ويأتي بالجوى البَدَنُ
لا يُقبَلُ الصَّبُّ و الأعضاءُ مُشرِكةٌ
إلا التي أقبلت يزهو بها الكفنُ
كل الذين أرادوا اللهَ أخلَصَهم
من داءِ نفسٍ فنِعمَ البيعُ والثّمنُ
فرَشتُ في حُبّهِ خدًّا فطابَ هوىً
فالذُّلُّ عِزٌّ بشرعِ الحُبِّ يُمتَهنُ
ما أصدقَ العِشقَ في قلبٍ به لَهَبٌ
والعينُ دمعٌ ولا يدري بها الوَسَنُ
غابوا بسِرٍّ دفينٍ دائمٍ فبَدوا
من شدَّةِ الهمِّ في الأحياءِ قد دُفِنوا
لا يرهبون كرَهبِ الناسِ من فِتَنٍ
أو يسعدون بخيرٍ ساقهُ الزَّمنُ
عاشوا بجنَّتِهم قبلَ المماتِ فلن
يلقى الشّهيدُ عذابًا حين نُرتَهنُ
هم أهلُ قُربٍ فوجهُ اللهِ غايتُهم
لا الخوفُ يعرفُهم يومًا ولا الحَزَنُ
فازوا بمَشهدهِ والناسُ في حُجُبٍ
فالقلبُ يشهدهُ والعينُ والأذنُ
سبحانَ من أشرقت من نورهِ ظُلَمٌ
وأبحرت رغبةً في وجههِ السُّفُنُ
من لُطفهِ فُرِضَت في القلبِ وصلَتُهُ
فالحِبُّ ليس له في وَصلهِ سُنَنُ


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق